کد مطلب:239485 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:97

ثورات العلویین .. و غیرهم
فأبوالسرایا - الذی كان یوما ما من حزب المأمون [1] - خرج بالكوفة . و كان هو و أتباعه لا یلقون جیشا الا هزموه، و لا یتوجهون الی بلدة الا دخلوها [2] .

و یقال : انه قد قتل من أصحاب السلطان، فی حرب أبی السرایا فقط، مئتا ألف رجل، مع أن مدته من یوم خروجه الی یوم ضربت عنقه لم تزد علی العشرة أشهر [3] .

و حتی البصرة، معقل العثمانیة [4] ، قد أیدت العلویین، و نصرتهم ؛



[ صفحه 184]



فقد خرج فیها زید النار [5] ، و معه علی بن محمد، كما خرج منها من قبل علی المنصور ابراهیم بن عبدالله ..

و فی مكة، و نواحی الحجاز : خرج محمد بن جعفر، الذی كان یلقب ب : « الدیباج » و تسمی ب : « أمیرالمؤمنین » [6] .

و فی الیمن : ابراهیم بن موسی بن جعفر ..

و فی المدینة : خرج محمد بن سلیمان بن داود، بن الحسن بن الحسین، ابن علی بن أبی طالب ..

و فی واسط: التی كان قسم كبیر منها یمیل الی العثمانیة - خرج جعفر ابن محمد ، بن زید بن علی . و الحسین بن ابراهیم، بن الحسن بن علی ..

و فی المدائن : محمد بن اسماعیل بن محمد ..

بل انك قد لا تجد قطرا، الا و فیه علوی یمنی نفسه، أو یمنیه الناس بالثورة ضد العباسیین - حسبما نص علیه بعض المؤرخین - حتی لقد اتجه أهل الجزیرة، و الشام، المعروفة بتعاطفها مع الامویین،



[ صفحه 185]



و آل مروان .. الی محمد بن محمد العلوی، . صاحب أبی السرایا، فكتبوا الیه : أنهم ینتظرون أن یوجه الیهم رسولا ؛ لیسمعوا له، و یطیعوا [7] .

و أما ثورات غیر العلویین، فكثیرة أیضا، و قد كان من بینها ما یدعو الی : « الرضا من آل محمد »، كثورة الحسن الهرش سنة 198 [8] و سواها و لا مجال لنا هنا للتعرض الیها . و من أرادها فعلیه بمراجعة الكتب التاریخیة المتعرضة لها [9] .


[1] ففي الطبري ج 10 ص 236، و تاريخ ابن خلدون ج 3 ص 245، و الكامل لابن الأثير ج 5 ص 179، طبعة ثالثة : أن المأمون قال لهرثمة : « مالأت أهل الكوفة، و العلويين، و داهنت، و دسست الي أبي السرايا، حتي خرج، و عمل ما عمل، و كان رجلا من أصحابك الخ .. ». و اتهام هرثمة بهذا مهم فيما نحن فيه أيضا.

[2] ضحي الاسلام ج 3 ص 294، و مقاتل الطالبيين ص 535.

[3] مقاتل الطالبيين ص 550، و البداية و النهاية ج 10 ص 345.

[4] الصلة بين التصوف و التشيع ص 173 ، و سيأتي كلام محمد بن علي العباسي، المتعلق بهذا الموضوع، عن قريب ....

[5] سمي بذلك ؛ لانه حرق دور العباسيين في البصرة بالنار، و كان اذا اتي برجل من المودة، أحرقه بثيابه .. علي ما ذكره الطبري ج 11 ص 986، طبع ليدن . و الكامل لابن الأثير ج 5 ص 177، و تاريخ ابن خلدون ج 3 ص 244، و البداية و النهاية ج 10 ص 346.

و في الروايات أن الرضا عليه السلام أظهر الاستياء من فعل أخيه زيد . و لعل سبب ذلك أنه بالاضافة الي أنه أقدم في ثورته علي أعمال تنافي أحكام الدين، و تضر اضرارا بالغا بقضية العلويين العادلة .. كان يمالي ء الزيدية، .. أو لأنه أراد ابعاد شر المأمون عن زيد، و ابعاد التهمة عن نفسه ؛ بأنه هو المدبر لأمر أخيه أو لعل كل ذلك قد قصد ....

[6] و ليس في العلويين - باستثناء الامام علي (ع) طبعا - قبله، و لا بعده، من تسمي ب « أميرالمؤمنين » غيره ؛ كما في مروج الذهب ج 3 ص 439 .

و «الديباجة» لقب لأكثر من واحد من العلويين.

[7] مقاتل الطالبيين ص 534 .. راجع في بيان ثورات العلويين : البداية و النهاية ج 10 ص 244، الي ص 247، و اليعقوبي ج3 ص 174 ،173، و مروج الذهب ج 3 ص 440 ،439، و مقاتل الطالبيين، و الطبري، و ابن الأثير، و أي كتاب تاريخي شئت ؛ لتري كيف أن الثورات في الفترة الاولي من عهد المأمون، قد عمت جميع الأقطار و الامصار.

[8] البداية و النهاية ج 10 ص 244، و الطبري ج 11 ص 975، طبع ليدن.

[9] و قد تغلب حاتم بن هرثمة علي أرمينية، و كان هو السبب في خروج بابك الخرمي . و تغلب نصر بن شبث علي كيسوم، و سميساط، و ما جاورها ، و عبر الفرات الي الجانب الشرقي، و كثرت جموعه، و لم يستسلم الا في سنة 207 ه . و هناك أيضا حركات الزط . و ثورة بابك، و ثورة المصريين التي كانت بين القيسية المناصرة للأمين و اليمانية المناصرة للمأمون . الي غير ذلك مما لا مجال لنا هنا لتتبعه.